الوجبات الخفيفة في منتصف الليل: قصة حب ممنوعة
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Monday, 04-Nov-2024 06:07

كثيراً ما نعيش لحظات من التردّد في منتصف الليل، إذ يدفعنا شغف

خفي إلى التوجّه نحو المخبأ السرّي للحلويات، أو لعلّ رائحة البيتزا المتبقية في الثلاجة تنادينا.

قد تكون هذه الوجبة الليلية مغرية، لكنّها تأتي مصحوبة بشعور من الندم في صباح اليوم التالي. هذا السلوك لا يتعلّق فقط بالجوع، بل هو رغبة مُلحّة في نيل «سعادة صغيرة» قبل النوم.

 

لكن ما الذي يدفعنا لتناول الطعام ليلاً؟

في حين أنّ الجوع يبدو السبب الأساسي، إلّا أنّ التوتّر يلعب دوراً كبيراً، فالبعض يلجأ إلى الأكل لتهدئة أعصابهم. كذلك، قلّة النوم تساهم في هذا السلوك، لأنّ انخفاض ساعات النوم يزيد من إفراز هرمون «الغريلين» الذي يحفّز الشعور بالجوع. وفي حالات كثيرة، يكون السبب ببساطة عادة مكتسبة، فيعتاد البعض تناول وجبة خفيفة أمام التلفاز، ليصبح الأمر جزءاً من روتينهم.

 

لكن ما التأثير الحقيقي على الجسم؟

في حالة الأكل ليلاً، يكون الجسم غالباً في وضع الراحة، ممّا يبطئ من عملية الهضم ويؤثّر على جودة النوم. وتناول الأطعمة الغنية بالسعرات والدهون قد يرفع مستوى السكر في الدم، ممّا يعزّز من تراكم الدهون.

بل إنّ بعض الدراسات، مثل تلك التي أجرتها جامعة نورث وسترن، أشارت إلى أنّ تناول الطعام ليلاً يزيد من احتمالات زيادة الوزن بنسبة تصل إلى 10%، إذ يخزّن الجسم السعرات الحرارية بدلاً من حرقها، ومع تكرار هذا السلوك تزداد مخاطر السمنة.

 

إذاً، ما الحل؟

بدلاً من التوقف التام عن تناول الطعام ليلاً، يمكن اتباع بعض الخطوات لتقليل الأضرار. مثلاً، اختيار الأطعمة الصحية مثل تفاحة مع ملعقة صغيرة من زبدة اللوز، أو زبادي قليل الدسم مع بعض الفاكهة الطازجة. كذلك، يُنصح بتناول المكسّرات غير المملحة، كاللوز والجوز، لما تحتويه من بروتين وألياف تُشعر بالشبع. وأحياناً ما يكون الشعور بالجوع ناتجاً من العطش، لذا يُفضّل شرب كوب من الماء أولاً.

 

أخيراً، يمكن القول إنّ التوازن هو الحل، فلا بأس من تناول وجبة خفيفة من حين لآخر، بشرط الاعتدال. بهذه الطريقة، يمكن أن تكون «الوجبة الليلية» جزءاً من حياة صحية، من دون التأثير سلباً على صحتنا.

الأكثر قراءة